الأخبار الكاذبة والتحقق من المعلومات أثناء الانتخابات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

لا تخلو الممارسات الديمقراطية من الكثير من الممارسات غير القانونية وغير الأخلاقية، خاصة مع احتدام حدة المنافسة بين المرشحين حيث يسعى الخصوم لتدمير بعضهم البعض، واستغلال القضايا الشخصية في الصراع الانتخابي لتشوية السمعة وتضليل الناخبين بهدف تدمير سمعة الخصم وإسقاطه في المعركة الانتخابية، خاصة أن جمهور الناخبين يمكنه إسقاط أي مرشح في حال نجح الخصم في نشر أخبار مضللة عنه أو نجح في تشويه سمعته، خاصة في المرحلة الحرجة في الانتخابات وقبل أيام قليلة أو ساعات من عملية الاقتراع.

والتلاعب بالمعلومات هو مجموعة من التكتيكات التي تتضمن جمع ونشر المعلومات من أجل التأثير أو تعطيل صنع القرار الديمقراطي، والتلاعب بالمعلومات يمكن أن يستغل قنوات المعلومات التقليدية مثل البث التلفزيوني أو المطبوع أو الراديو، فالإضافة لمنصات التواصل الاجتماعي، وذلك عبر جهات فاعلة مختلفة، واستخدام مجموعة متنوعة من التكتيكات لتوزيع أنواع مختلفة من المحتوى، ويتم استخدام هذه التكتيكات من خلال الأحزاب والمرشحين لتشويه سمعة المنافسين، والتلاعب بالخطاب السياسي بطريقة تخدم أجندتهم، كما يمكن استخدام هذه التكتيكات من خلال الحكومات المحلية والحكومات الأجنبية، والجهات التجارية الفاعلة ووسائل الإعلام غير المستقلة.

وحملات التشويه للمرشحين، هي ظاهرة معروفة قبل الانتخابات، وموجودة في كل الدول بما فيها الدول الديمقراطية، حيث تنتشر الأخبار المضروبة التي تهدف للتقليل من قيمة المنافسين، بشكل غير مقبول أخلاقيًا، ويتضمن تعدي على الحريات الشخصية والتدخل في الحياة الخاصة التي دائمًا ما تكون محل الخوض من المنافسين، في ظل ضعف المتنافسين وعدم قدرتهم على المنافسة من خلال الأفكار والبرامج الانتخابية.

وبشكل عام فإن حملات التشويه والتضليل خلال الانتخابات، تظهر في الوقت الذي يكون فيه الصراع الانتخابي على أشده، ويمثل فرص لأشخاص وتيارات سياسية للوصول للحكم، كما أنه يكثر عندما تكون الانتخابات مرحلة فاصلة لبقاء رئيس أو حزب سياسي على سدة الحكم، فيما تقل هذه الممارسات عندما تكون الانتخابات متكافئة أو نتائجها تميل نحو مرشح أو حزب معين، ولذلك يمكن القول فإن الأخبار الكاذبة وحملات التضليل تعكس قوة المعركة الانتخابية ومدى كونها مرحلة مفصلية للدولة التي تجري بها.

كما تنتشر ظاهرة تشويه الخصوم والحملات المضللة في الانتخابات الرئاسية بشكل أكبر من الانتخابات البرلمانية، التي تكون فيها المنافسة على نطاق دوائر صغيرة، ويكون مستوى التشويه والتضليل فيها مقصورًا على أبناء الدائرة، بينما يتكون حملات التضليل مؤثرة على الدولة نفسها في الانتخابات الرئاسية، وتنتشر الأخبار المضللة وحملات تشويه الخصوم على مستوى الدولة وحتى خارجها في إطار محاولات الأطراف المتصارعة والداعمين لهم للتأثير في توجيه المرشحين لتكون النتيجة في صالحهم. تتناول هذه الورقة تأثير الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة على الانتخابات ومن ثم التعدي على الديمقراطية.

مواضيع

شارك !

أضيف مؤخراً

محتوى ذو صلة

القائمة
arالعربية