غياب الخدمات الصحية الاساسية يهدد حياة مواطني الوادي الجديد

غياب الخدمات الصحية الاساسية يهدد حياة مواطني الوادي الجديد
ماعت تناشد وزير الصحة لايجاد حلول عاجلة لتوفير الخدمات الصحية للمواطنين

في ضوء نتائج قافلة الاستعراض الدوري الشامل الأولى التي سيرتها مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان لمحافظة الوادي الجديد في شهر مايو الماضي، فقد رصدت المؤسسة معاناة مواطني الوادي الجديد من مشكلة تتعلق بعدم إتاحة الخدمات الصحية وتدني مستوى جودتها, والذي يبدو جليا في نقص التخصصات الطبية والتجهيزات الضرورية بمستشفيات المحافظة، فعلى الرغم من وجود وحدات صحية بمعظم القرى النائية، إلا أنها خالية من الأطباء والأجهزة الطبية على حد سواء.
فوفقا لما يتوفر لدى مؤسسة ماعت من معلومات، واستنادا إلى المناقشات مع عدد كبير من المواطنين والمسئولين بالمحافظة, تبين ان المحافظة التي تضم 7 مستشفيات و 61 وحدة صحية على مستوى مراكز وقرى المحافظة, تعاني من نقص في التخصصات الطبية والكوادر الصحية كما هو موضح بالاسفل:
1. تعاني قرى درب الأربعين بمركز باريس من وجود وحدات صحية بدون أطباء, حيث يتحمل معظم الأهالي نفقات باهظة لنقل المرضى إلى مستشفى باريس المركزي, والذي يعاني بدوره من عدم وجود التجهيزات والكوادر الطبية, وبناءا عليه يتم تحويل المرضى إلى مستشفى الخارجة العام والذي يقوم بتحويل المرضى إلى مستشفيات أسيوط. حيث جرت العادة على ان يتم بناء الوحدات الصحية وإغلاقها بعد البناء والتجهيز مباشرة، بالاضافة للإعتماد على الممرضين أو إسناد أكثر من وحدة طبية إلى طبيب واحد يذهب إليها مرة في الأسبوع.
2. يعاني مستشفى بلاط المركزي بالداخلة من عدم وجود أجهزة طبية, علما ان طبيب ممارس عام واحد يعمل بالمستشفى ويقوم بتحويل المرضى إلى مستشفى الداخلة المركزي والذي يبعد 40 كيلو عن مركز بلاط, ونظرا لعدم وجود تخصصات طبية تقوم مستشفى الداخلة بتحويل المرضى إلى مستشفى أسيوط، علما بأن مركز بلاط به مستشفى مركزي و 8 وحدات صحية بالقرى لكن دون أطباء .
3. يعاني مركز الفرافرة من افتقار المستشفى المركزي لأبسط الإمكانيات الطبية وهي أجهزة قياس الضغط والسكر.
4. يفتقر مستشفى الخارجة العام للاحتياجات البشرية والمادية والأجهزة الطبية، بما في ذلك التخصصات الطبية والأجهزة والمعدات والعمالة الفنية والخدمات المعاونة وأطقم التمريض والأثاثات مما يعوق تقديم الخدمات الصحية للمواطنين ويدفعهم للجوء لمستشفى اسيوط، وهو ما يمثل عبء اضافي على المرضى ويهدد حياة البعض من ذوي الحالات الحرجة او الطارئة.
5. تعاني الوحدات الصحية والمستشفيات بقرى ومراكز ومدن المحافظة من عجز شديد في الكوادر الطبية, حيث يبلغ عجز الاطباء بالمحافظة حوالي 400 طبيب, بالاضافة لعدم الإلتزام في العمل داخل المستشفى للانشغال بالعيادات الخارجية وعزوف الأطباء الجدد عن القدوم للمحافظة لطبيعة جوها الصحراوي وبعدها عن محافظات وادي النيل.
6. يعاني مستشفى الفرافرة المركزى من غياب أقسام العناية المركزة، والأشعة ومجموعة كبيرة من التخصصات. حيث لا يزيد عدد اطباء المستشفى عن 8 اطباء لكافة التخصصات عدا قسم الاسنان الذي يضم 10 اطباء, ويعاني المستشفى من الاجهزة القديمة والمتهالكة, كما تعمل المستشفى بنسبة 15% من قوتها الادارية والطبية وتعاني من غياب الخدمات الفنية. وبالاضافة لهذه المشكلات فالمستشفى يتعرض لاهمال جسيم يتمثل في وصول مياه الصرف الصحى لمطبخ المستشفى.
7. تعاني المستشفيات من نقص الأمصال والتطعيمات المضادة لسموم العقارب والثعابين المنتشرة بكثرة بسبب طبيعة المحافظة الصحراوية والذي أدى إلى لازدياد حالات الوفاة خاصة لدى الأطفال في القرى البعيدة.
8. ندرة المواصلات العامة وعدم تمهيد الطرق والمسافات الشاسعة بين المراكز تضاعف معاناة المرضى خاصة اولئك الذين يعانون من امراض مزمنة او حالات طارئة.
وهو ما يتناقض مع عدد من التوصيات التي قبلتها الدولة المصرية خلال الجلسة الثانية للاستعراض الدوري الشامل في مارس 2015, والتي كان من أهمها:
· توصية رقم 166-78, المقدمة من تركمانستان والتي تنص على “تعزيز جهودها الرامية إلى دعم الحقوق الاجتماعية للمرأة ، مثل الحق في التعليم والصحة”.
· توصية رقم 166-84, المقدمة من بروني دار السلام والتي تنص على “مواصلة جهودها الرامية إلى ضمان تمكين المرأة في الميادين الاقتصادية والصحية والاجتماعية بما في ذلك إدماج المرأة ، فضلاً عن إنشاء مراكز صحية للمرأة من أجل ضمان تعزيز وحماية حقوق المرأة في البلد”.
· توصية رقم 166 267, المقدمة من ايران والتى تنص على “تكثيف جهودها الرامية إلى إعمال الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، بما فيها الحق في الصحة”.
· توصية رقم 166-274 المقدمة من أوزبكستان والتي تنص على “مواصلة الجهود الرامية إلى ضمان تعميم الحصول على التعليم الجيد والرعاية الصحية”.
في ضوء ذلك تناشد مؤسسة ماعت السيد رئيس مجلس الوزراء والسيد وزير الصحة بسرعة إتخاذ الاجراءات اللازمة لتوفير الرعاية الصحية لمواطني المحافظة عن طريق سد العجز في عدد الأطباء والفنيين الموجودين بالمحافظة, توفير الاجهزة الطبية والتجهيزات الضرورية لعمل المستشفيات, تسيير قوافل طبية متخصصة بشكل دورى لسد العجز وتلبية إحتياجات المواطنين من الخدمات الصحية, توفير استشاريين بشكل منتظم لزيارة المحافظة بالإضافة لبحث امكانية انشاء كلية طب بالمحافظة.

مواضيع

شارك !

أضيف مؤخراً

محتوى ذو صلة

القائمة
arالعربية