الأحزاب السياسية …بين التجديد والتجميد

عقد يوم الاثنين الموافق 06/02/2006 بمقر مركز ماعت للدراسات الحقوقية والدستورية ندوة بعنوان (الأحزاب السياسية …بين التجديد والتجميد) وذلك في إطار سلسلة الندوات التي يعقدها المركز لمناقشة قضايا الإصلاح السياسي والدستوري في مصر .

حضر الندوة كلاً من المستشار : مرسى الشيخ نائب رئيس حزب الغد والأستاذ : أحمد حسن الأمين العام للحزب الناصري واعتذر عن الحضور الأستاذ: منير فخري عبد النور لاستمرار اجتماع الهيئة العليا بالحزب حتى ميعاد انعقاد الندوة.

وأدار الندوة الأستاذ : أيمن عقيل . مدير المركز.

مؤكداً في بداية حديثة أن الحراك الذي تشهده الأحزاب السياسية هو جزء من الحراك في المجتمع ككل. وانه لا توجد ديمقراطية حقيقية إلا إذا وجد تعدد حقيقي للأحزاب في مصر. مستعرضاً أهم الوظائف التي من المفترض أن يقوم بها أي حزب ومن أهمها – الصراع من أجل الوصول للسلطة والتواجد والانتشار في المجتمع وتشكيل رأى عام قوى وتدريب المواطنين على المشاركة في العمل السياسي وخوض المعارك الانتخابية لوجود ممثلين في المجالس النيابية والمحلية في البرلمان والمجالس المحلية .

ثم استعرض التعددية الحزبية في مصر ونشؤ الأحزاب منذ عام 1907 حتى 1919 وهى التعددية الأولى ثم من عام 1919 وحتى 1953 وهى التعددية الثانية والتي تعتبر بحق أهم فترة مارست فيها الأحزاب عملها .

ثم بعد ذلك مرت مصر بمرحلة التنظيم الواحد من عام 1953 وحتى عام 1976 وهو العام الذي أعلن فيه السادات عودة التعددية الحزبية .

– وطالب (عقيل) من الأحزاب السياسية أن تصلح من نفسها وتمارس الديمقراطية بداخلها حتى تستطيع أن تحققها خارج أسوار الحزب.

– وأكد إنه يجب على الأحزاب أن تفصل إدارة الجريدة المعبرة عنها عن الحزب حتى لا يحدث مثل ما حدث لحزب الوفد.

ثم وجه سؤاله لممثلي حزبي الغد والناصري حول أهم المعوقات التي تقف أمام النشاط الحزبي والوجود الفعلي للأحزاب في الشارع المصري .

وتحدث في البداية الأستاذ/ أحمد حسن أمين عام الحزب الناصري. وأكد أن تعدد الأحزاب ليس معبراً عن الديمقراطية ولكنه جزء من الديمقراطية . وقال أن تعدد الأحزاب لم يكن معبراً في أي مرحلة من مراحله الثالث عن جموع الشعب ولكن عن طائفة واحدة مثل الأغنياء وأصحاب الأراضي ولم تكن معبرة عن فقراء الشعب المصري.

– وأكد أن الأحزاب السياسية في مصر ليس لديها برامج للنهوض بالمجتمع وأنه يجب على الأحزاب أن تتواجد بين الجماهير .

– وأكد أن أهم معوقات العمل الحزب هو قانون الأحزاب الذي يمنع ويحرم العمل الحزبي في الجامعات والمصانع وغيرها وكذلك وجود لجنة شئون الأحزاب وأيضاً استمرار العمل بقانون الطوارئ والذي أعتقل شباب من الحزب تطبيقاً له وكذلك لائحة 79 الخاصة بالجامعات.

– وقال إن الإخوان المسلمين لهم حرية في ممارسة أنشطتهم أفضل من الأحزاب ولديهم المال .

ثم تحدث المستشار مرسى الشيخ :

مؤكد أيضاً أن الأحزاب ليس لديها القدرة على القيام بدورها . وأرجع ذلك بالاضافه إلى الأسباب التي ساقها الأستاذ أحمد حسن إلى الصراع على السلطة في الأحزاب. وكذلك رغبة كل رئيس حزب في وجود نائبين له ضعفاء وغير سياسيين وذلك لسهولة السيطرة واستئثار الظهور.

وتعرض لازمة حزب الغد والذي كان يأمل أن يأتي هذا الحزب الليبرالي معبراً أن طموحات مؤسسته وأعضائه. وقال أن سبب الأزمة والانشقاق كان هو استئثار رئيس الحزب بالقرارات وتهميش دور باقي المؤسسين والنواب وقال أنه لا يمكن أن يكون هناك إصلاح في ظل وجود فاسدين ومزورين ومرتشين في كل مكان وسيطرة الحزب الوطني وحكومته على كل شيء.

وفيما يتعلق بمداخلات الجمهور فكانت أشد حماساً :

ففي مداخلة من المهندس شريف حداد : دافع فيها عن التعددية الحزبية في الفترة من 1919 وحتى 1953 وقال أن وجود الرأسمالية في ذلك الوقت كانت وطنية ولمواجهة الاحتلال وأن الشعب المصري بجميع طبقاته كانت تجتمع للدفاع عن القضايا الوطنية . وانتقد عدم ارتباط الأحزاب السياسية بالشارع المصري .

– اقترح أنه يجب على الأحزاب السياسية أن تجدد فكرها فيما يتعلق بالقضايا الوطنية ومواجهة أمريكا والامبرالية وكذلك الدفاع عن قضايا الحريات.

وأنتقد بشدة الحقبة الناصرية وإلغاء التعددية الحزبية في ظل حكم الرئيس جمال عبد الناصر.

ثم وجه الصحفيين أسئلة لممثلي الأحزاب تدور حول لماذا لم تحدث الأحزاب حكاية السياسي؟ ولماذا لم تتواجد داخل الشارع؟ وتقوم بتدريب كوادر لها. ولماذا أهملت الأحزاب القضايا الاجتماعية والاقتصادية ؟ ولماذا يظل رئيس الحزب في منصبه مدى الحياة ؟.

وأكد الأستاذ شريف هلالي المحامى أنه يجب أصلاح النظام الحزبي وإعادة تنظيمه أولاً وتسأل هل هناك إرادة من الأحزاب لإصلاح نفسها ؟ وأكد على تعديل قانون الأحزاب .

وتسأل البعض هل الحزب الناصري بأفكاره يتناسب اليوم مع الوضع الحالي ؟. وهل الحزب الناصري ليس له وجود بسبب انه مشتق من اسم الرئيس عبد الناصر ويحمل خطايا الثورة .

وأكد البعض أن ما حدث في الانتخابات البرلمانية هي (فضيحة للأحزاب) وكذلك يجب على الأحزاب أن تصلح من حالها بدلاً من أن تنتقد صعود تيار الإخوان المسلمين.

وفي النهاية

أكد أيمن عقيل على أن الهدف من هذه الندوات مناقشة قيادات الأحزاب أنفسهم في العمل على تطوير الأداء الحزبي ووجود تعددية حقيقية ورفع نسبة المشاركة في الحياة العامة. والخروج من حالة الجمود القانوني والفعلي الموجودة فيه الأحزاب حالياً.

مواضيع

شارك !

أضيف مؤخراً

محتوى ذو صلة

القائمة
arالعربية