تأثير أحداث 11 سبتمبر على حقوق الإنسان في المنطقة العربية

تمهيد

يعيش العالم الذكرى الثانية والعشرين لأهم حدث عالمي في تاريخ السياسة الأمريكية. الحدث الذي جعل 19 إرهابياً ينتمون لتنظيم القاعدة يُزعزعوا صورة السيادة الأمريكية المهيمنة في أعين العالم ويحزموها من كافة قواعدها المتينة ويُثبتوا للجميع أن حتى أكبر قوة عسكرية واقتصادية وأنجح الأجهزة الأمنية يمكن أن يخترقها الإرهاب. ففي الوقت التي كانت تمسك فيه الولايات المتحدة الأمريكية بزمام كافة السياسات الدولية، استفاقت على فجعة ضرب أربع طائرات لثلاثة من أحد أعلامها في أنحاء مختلفة من الدولة خلال دقائق معدودة بين كل ضربة والأخرى. فشهدت الضربة الأولى للبرج الشمالي من مركز التجارة العالمي في تمام الساعة 8:46 صباحاً، في حين جاءت ضربة البرج الجنوبي بعدها مباشرة في تمام الساعة 9:03 صباحاً ثم شهدت الساعة 9:37 صباحاً ضرب وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” بينما تحطمت الطائرة الرابعة في إحدى غابات ولاية بنسلفانيا والتي يُزعم أنها كانت بغرض استهداف مقر مجلسي النواب والشيوخ في واشنطن

“أمريكا تتعرض للهجوم”، كانت هذه الكلمة لرئيس موظفي البيت الأبيض “أندرو كارد” التي أخبر بها الرئيس الأمريكي آنذاك “جورج بوش” ليعبر بها عن مدى الهزة التي ضربت البلاد في ثوانً معدودة.وبالفعل جاء وقع الكلمة متناسباً مع الحدث، فخلال ساعتين فقط فقدت الولايات المتحدة ما يقرب من ثلاث ألاف شخص فضلاً عن انهيار البرجين الشمالي والجنوبي وتدمير الواجهة الغربية لمبنى وزارة الدفاع الأمريكية.ولم تكن هذه فقط مجرد الخسائر التي ألحقتها الحادثة، وإنما جاءت تبعاتها لتلقي بظلالها على سيادة الكثير من الدول وتدمر حياة الأبرياء وتقضي على حق الآلاف من مواطنيهم في أبسط حق لهم وهو “الحياة”. فعلى غير المتوقع أصبحت هذه هي الورقة الرابحة للولايات المتحدة التي يُسمح لها استخدامها لتبرير كافة أفعالها بزعم الانتقام ضاربة بعرض الحائط كافة مزاعمها عن الديموقراطية والحرية وحقوق الإنسان.

 

مواضيع

شارك !

أضيف مؤخراً

محتوى ذو صلة

القائمة
arالعربية