تقرير عن الحق في السكن للسكان الأصليين في إيران

على الرغم من أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تتكون من مجموعات عرقية واثنية مختلفة، إلا أنه بشكل عام تعاني الأقليات في إيران من الاضطهاد فكل من الأكراد والتركمان والأذربيين والعرب يعانون من أشكال مختلفة من العنصرية الصريحة تجاههم، وأن كان الدستور الإيراني ينص على احترام الأقليات ولكل فئة من فئات الشعب لها الحق في المحافظة على ثقافتها وهويتها ولغتها الخاصة بها. إلا أن السلطات الايرانية تفرض ثقافتها ولغتها الفارسية على الجميع بالقوة فضلا عن انتهاك حقوق الإنسان بحق تلك الأقليات القومية والدينية، وحتى رجال الدين الشيعة المعارضين لسياساتها يتم اعتقالهم والتنكيل بيهم، وتمارس السلطة سياساتها القمعية ضد كل من يطالب بحقوقه القومية والإنسانية وخاصة الشعب الكردي الذي يناضل من أجل حقوقه العادلة.

فإذا كانت المادة 19 من الفصل الثالث من الدستور الايراني تنص على عدم التمييز بين الإيرانيين على أساس عرقي فإن المادة 12 منه تتجاهل حق التنوع الإثني والحرية الدينية إذ تنص على أن المذهب الجعفري الإثني عشري هو المذهب الرسمي للدولة كما تلزم المادة 121 رئيس البلاد بحماية هذا المذهب بكافة الوسائل. واشترط الدستور أيضا على من يتولى رئاسة الدولة أن يكون من أصل إيراني ويحمل الجنسية الإيرانية، ويكون مؤمنا ومعتقدا بمبادئ جمهورية إيران الإسلامية والمذهب الرسمي للبلاد، وهو ما يصادر على حق المسلمين السنة من أكراد وتركمان وعرب وغيرهم في هذا المضمار.

كما تعاني الأقليات العرقية في إيران من وطأة القيود التي تعوقها عن مباشرة حقوقها الثقافية رغم أن الدستور الإيراني ينص في البندين 15 و19 على حق الأقليات في استعمال لغاتهم في المجالات التعليمية والثقافية، حيث تمنع السلطات بناء أي مسجد للسنة بالعاصمة طهران رغم وجود كنائس ومعابد يهودية وحتى أماكن عبادة لأتباع الديانات الاخرى كالزرادشتية. وفيما يتعلق بالتنمية تشكو تلك الأقليات من تهميش سلطات طهران لها وتقصيره في تنمية الأقاليم التي تعيش بها، كما تتعامل بعنف واستعلاء مع سكانها لا سيما بعد أن أوكلت السلطات أمن المنطقة الحدودية إلى قوات الحرس الثوري بزعم التصدي لتهريب وتجارة المخدرات.

مواضيع

شارك !

أضيف مؤخراً

محتوى ذو صلة

القائمة
arالعربية