مقدمة

ترصد دلالات النظام العالمي تغيرات مناخية وبيئية سريعة وغير مسبوقة ومصحوبة بظواهر مناخية متطرفة داخل المنطقة العربية بأقطارها الآسيوية والأفريقية؛ إذ تتصاعد وتيرة درجات الاحترار بمعدل 4 درجة مئوية، لتبعد عن حدها المأمول والمقدر 1.5 درجة مئوية في اتفاقية باريس، لتقع تحت تهديد التغيرات المناخية بتكلفة اقتصادية عالية مقدرة بنحو 6%: 14% من إجمالي ناتجها المحلي الإجمالي بحلول 2050 وبمعاناة أكثر من 80: 100 مليون شخص من الإجهاد والندرة المائية بحلول 2025.

وفي إطار الحرص على حماية حقوق الإنسان، وتعزيز مجتمعات مستدامة تحافظ على حياة الإنسان بشكل أمن وجيد، تقوم مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان بإصدار العاشر من “مرصد الهدف الثالث عشر في المنطقة العربية”، ويأتي عدد هذا الشهر في سياق انعقاد مؤتمر المناخ العالمي تحت عنوان” في ضوء مكافحة التغيرات المناخية: مساعي عربية حميدة تتوج بقمة كوب 27” وذلك لتتبع الممارسات الجيدة وكذلك التحديات التي تواجهها الدول العربية في تحقيقها للهدف الثالث عشر من أهداف أجندة التنمية المستدامة 2030.

يركز المرصد على الإجراءات والتدابير التي تتخذها الدول العربية للتصدي لتغير المناخ وآثاره، مع العلم أن المرصد يركز على غايات محددة خاصة بالهدف الثالث عشر ومنها؛ تعزيز المرونة والقدرة على الصمود في مواجهة الأخطار المرتبطة بالمناخ والكوارث الطبيعية في جميع البلدان، وتعزيز القدرة على التكيف مع تلك الأخطار. وإدماج التدابير المتعلقة بتغير المناخ في السياسات والاستراتيجيات والتخطيط على الصعيد الوطني. وتحسين التعليم وإذكاء الوعي والقدرات البشرية والمؤسسية للتخفيف من تغير المناخ، والتكيف معه، والحد من أثاره والإنذار المبكر به.

وينقسم المرصد إلى فرعين؛ الأول خاص بملف العدد والتي يتم التركيز فيها على النجاحات والإخفاقات التي قامت بها أحد الدول العربية في مجال التغير المناخي وربطها بمدى تنفيذ غايات الهدف الثالث عشر، والفرع الثاني يتتبع بالرصد أبرز الممارسات الجيدة والتحديات التي واجهتها باقي الدول العربية خلال الشهر في تحقيقها لغايات الهدف الثالث عشر السابق ذكرها.