fbpx

لا مفر من الجحيم تدخلات الدول الخارجية تزيد من معاناة المدنيين في مناطق النزاع العربية

تمهيد

تعاني الجمهورية العربية السورية من انتشار الصراعات والنزاعات والحرب الأهلية والأوضاع الهشة الناتجة عن تعثر مسارات التسوية السياسية خصوصًا بعد أحداث ما يعرف بالربيع العربي،  في حين ازدادت الصراعات العنيفة الناجمة عن انتشار الجماعات المسلحة بشكل غير مسبوق خلال العام ٢٠٢١ وبداية العام ٢٠٢٢، وأصبح الموقف الهش بكل تعقيداته هو سيد الموقف، وعلي هذا النحو فإن من شأن التدابير الأحادية القسرية التي تفرضها الدول الخارجية علي الحكومة السورية أن تزيد من معاناة المدنيين، فعلى الرغم من فرض القانون الدولي الإنساني قيودًا على التدخل في شئون الدول إلا أن العديد من الدول استمرت في فرض المزيد من العقوبات الاقتصادية والسياسية علي الحكومة السورية والتي من شأنها أن تزيد من ما يتعرضوا لها من آثار سلبية مميتة لاسيما علي مستوي الحقوق الاقتصادية والاجتماعية مثل الحق في الغذاء والحق في التنمية والحق في العمل، حيث يعاني 12 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، كما يحتاج 14,6 مليون سوري إلى مساعدات إنسانية في العام 2022.

وفي غمرة ذلك فإن الامتثال المفرط للعقوبات من قبل الشركات والجهات المصرفية يضع الشعب السوري معاناة مستمرة بسبب خوف هذه الشركات من التعامل مع الجهات السورية من كيانات تجارية ومنظمات للمجتمع المدني وهو ما يسفر عن نقص في الاحتياجات الأساسية الخاصة بالمواطنين، فعلى الرغم من استثناء الخدمات الإنسانية والطبية والاحتياجات الإنسانية للشعب السوري من العقوبات، إلا أن العديد من البنوك والشركات بما فيها شركات الأدوية والطب في جميع أنحاء العالم تفرط في الامتثال للعقوبات خوفًا من جزاءات محتملة قد تفرض عليها ولهذا فهي ترفض تمويل التجارة المعفاة أو إجراء المعاملات الموازية مع كل الكيانات التجارية السورية،  الأمر الذي يؤدي في نهاية المطاف إلي توقف النشاط التجاري للشركات المختلفة التي تقدم الخدمات الأساسية للمواطنين.

الجدير بالذكر أن العائلات في جميع أنحاء سوريا تواجه مستويات غير مسبوقة من عدم القدرة على الوصول إلي الخدمات الأساسية فضلاً عن نقص الخدمات الطبية والتعليمية، وذلك بسبب استمرار الدول الكبرى في فرض التدابير الأحادية القسرية علي الحكومة السورية، هذا فضلاً عن الامتثال المفرط من قبل الشركات والمؤسسات الكبرى للعقوبات خوفًا من تطبيق الجزاءات عليها، ولهذا السبب أصبحت هذه العقوبات بمثابة عقابًا جماعيًا يشكل معاناة لا يسبر غورها، لجميع فئات الشعب السوري.

مواضيع

شارك !

أضيف مؤخراً

محتوى ذو صلة

القائمة
arالعربية