الرقابة الشعبية على الانتخابات العامة واستخدامات الإعلام الالكتروني

مقدمة

الانتخابات هي وسيلة اﻟﻤﺠتمعات الديمقراطية لإقرار نظم الحكم أو استبدالها كآلية ﺗﻬدف لضمان المشاركة الشعبية وتمثيل النظام القائم لرغبات وتوجهات قواه اﻟﻤﺠتمعية ومن هنا يظل النظام قائما ويظل المسئولون في مقاعدهم يمارسون سلطاﺗﻬ م وينفذون خططهم وبرامجهم الرامية إلي ضمان استمرار التواصل مع المواطنين بصفة عامة والناخبين منهم بصفة خاصة .

وخلال السنوات القليلة الماضية وكنتيجة طبيعية لحالة الحراك السياسي واﻟﻤﺠتمعي ظهرت العديد من المبادرات الرامية إلي دعم المشاركة الشعبية واستعادة الجماهير كطرف أصيل في معادلة الإصلاح السياسي وهي المبادرات التي لعبت منظمات اﻟﻤﺠتمع المدني دورا ليس بالبسيط في تنميتها والبناء عليها ونضالها لخلق واقع يعترف لتلك المنظمات بالمشاركة في مناقشة مشروعات التنمية وصياغة تعديلات القوانين ومراقبة أدوات الممارسة الديمقراطية لقياس مدي التزامها بمعايير الحيدة والنزاهة والشفافية التي أقرﺗﻬا العهود والمواثيق الدولية .

فالرقابة على الانتخابات العامة في أي مجتمع ديمقراطي من أهم الضمانات التي يضعها الدستور والقانون في يد الهيئة الانتخابية تجسيداً للمبدأ الدستوري (الشعب مالك السلطة ومصدرها)، هذه السلطة الدستورية والقانونية تمارسها الهيئة الانتخابية بصورة غير مباشرة من خلال هيئات ومؤسسات إدارية وقضائية وشعبية وطبقاً لأحكام الدستور والقوانين الصادرة عن السلطة التشريعية والقرارات التنظيمية التي تصدرها الجهات المختصة بموجب الصلاحيات التي يخولها، وحتى تكون الرقابة معبرة عن مصلحة الهيئة الانتخابية يجب أن تقوم على شرعية قانونية وان تهدف إلى ضمان الحقوق المتساوية لجميع الناخبين وتكافؤ الفرص بين جميع المرشحين حزبيين ومستقلين ومنع المخالفات والتجاوزات لنصوص القانون وان تجعل غايتها الأساسية تحقيق انتخابات عادلة ونزيهة بغض النظر عمن يكون المنتصر فيها.

فالرقابة تشتمل على عمليات الإشراف والمتابعة الرسمية التي تقوم بها إحدى أجهزة الحكومة المسئولة عن عمليات التدقيق، بالإضافة إلى مراقبة العملية من قبل الأحزاب السياسية، ووسائل الأعلام وكذلك المنظمات غير الحكومية والناخبين بصفتهم الفردية وهو جوهر الرقابة الشعبية.

كما كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن رقابة المواطنين بجانب الإعلام ومنظمات المجتمع المدني للعملية الانتخابية

باعتبارهما أكثر الأطراف  المحايدة التي  ليس لهما مصلحة في تضليل العملية الانتخابية لصالح طرف عن الآخر فالرقابة الشعبية على الانتخابات تعتبر مؤشر على تنامي الوعي الديمقراطي المجتمعي والحرص على نزاهة التجربة الديمقراطية، وتكمن أهمية هذه الدراسة في عدة نقاط  يمكن عرضها على النحو التالي:

  • لما تكسبه المشاركة الشعبية من أهمية في الحياة السياسية للشعوب فهي تمثل جوهر العملية الديمقراطية التي تناضل الشعوب من أجل تحقيقها.
  • بالمشاركة الشعبية يتحقق المبدأ الدستوري (أن الشعب مالك السلطة ومصدرها) وهو مبدأ دستوري أصيل.
  • للمشاركة الشعبية في إدارة الانتخابات أهمية من حيث المشاركة في صنع القرار الانتخابي علي كل المستويات ومن ثم القرار السياسي كون الأنظمة السياسية تستمد شرعيتها من الانتخابات.

وسوف نتناول في تلك الورقة محورين هامين :

الأول : تعريف الرقابة الشعبية وأهميتها وأشكالها ومبررات وجودها وكذلك العقبات التي تواجهها ودور المجتمع المدني في دعمها.

أما المحور الثاني: يتناول أهمية دور الإعلام الالكتروني كطرف أساسي مراقب للعملية الانتخابية مع استعراض تجارب دولية حول دوره في الحشد والتأييد ومراقبة العملية الانتخابية.

مواضيع

شارك !

أضيف مؤخراً

محتوى ذو صلة

القائمة
arالعربية